همي همكِ ياصديقه

هاتفتني بالأمس ليلاً..

صديقتي : ألو .. رانيا ،، كيف حالكِ ؟؟..

أنا : هلا صديقتي ،،هلا بالغائبه ..أين أنتِ ،، ومابكِ لِمَ تبكي؟؟ هل هنالك أمراً ما !!،، حقاً انني مندهشه بإتصالكِ بي بهذا الوقت المتأخر..أجيبيني هل هنالك أمراً ما ..هوني على نفسكِ قليلاً..اهدئي ،، دعيني أعلم مابكِ،، وكفاكِ بكائ أرجوكِ..

صديقتي : رانيا غداً صباحاً هل بإمكاني رؤيتك ؟؟!! أحتاجك كثيراً ،، أريد أن أحدثكِ عن أمراً ما ،، أغداً ستكونين بالقرب مني !! أم منشغله كعادتكِ؟؟!!

أنا : كلا صديقتي سأكون بالقرب بكل تأكيد وتأكدي بأنني دائماً بالقرب،، ولكن بأي زمان  ..؟؟!!

صديقتي : غداً تاسعه صباحاً ،، رانيا أعديني بأنكِ ستأتي..

أنا:أعدكِ فأنا صديقتكِ المقربه ،،فكيف لي بأن لاأكون بجانبكِ،، لاتقلقي ،،فقط  اعتني بنفسكِ اليوم ،، وسأعتني بكِ غداً..أعدكِ..

صديقتي:حسناً نلتقي إذاً ..

أنا:انشاء الله صديقتي فقط امسحي دموعكِ وابتسمي ياجميله..

صديقتي : حسناً سأفعل ،،سلام

أنا : سلام غاليتي

وفي اليوم التالي..

وأخيراً تقابلنا ..

أتت مصطحبه بكوب قهوه على مزاجي المعتاد ..أشعر بأنها تريد أن تنعشني وترهقني بذات الوقت..

هيا عزيزتي حدثيني مابكِ،، شعرتُ بأنها ستتحدث عن رجلها،، الذي أغضبُ منه من كثرة أفعاله التي يفعلها بها ..ها نحنُ جالسين إذاً،، أخبريني مالذي يزعجك ،، تحدثي تحدثي ..

صديقتي : رانيا لاأعلم ماذا أقول !! ولكن مازال يعزبني كل حين وآخر ،،يرهقني كثيراً،، ويبكيني أكثر،،أشعر بأني طفله صغيره لاتعلم ماذا تفعل لستُ امرأه كبيره تعلم ماذا تفعل،، وكبيره وواعيه..مازال يغصبني ،، يرحل بين حين وآخر ،، ويتركني أسيره معلقه بين شجرتين سيسقطوا يوماً ما لكثرة كبرِهم ..أشعر بأني أريد أن أصرخ بأعلى صوت حتى يسمعني هو ،، لاأريد غيره ولاأحتاج غيره ،، أريده بالقرب ،، يشعر بي ،، يتحدث إلي ،، يكون بالقرب مني كالسابق ..ولكن كل شيء تغير ،، هو تغير ،، صوته تغير ،، حديثه تغير ،، كل شيء لم يعد كالسابق..ولكن الغريب من كل ذلك بأنني لازلتُ كما أنا لم أتغير ،، كما فعل هو .. حبي له مازال كالسابق وأكثر وأكثر ،، أريد فقط أن أعلم لِمَ يفعل ذلك !!؟؟،، ولِمَ ضلمني كل هذه المده ،، وأوهمني بحبهِ ،،يالله لو تعلمِ كم يوجد في بالي تساؤولات أريد أن أسأله أياها .. ولكن لامجيب ،، حتى وان سألت لن أستفيد..

أنا : لابأس صديقتي هوني على نفسكِ واصبري قليلاً ربما هنالك أمور يوجهها بحياتهِ،، أو ربما أنتِ أخطأتي بحقهِ وأنتِ لم تشعري بذلك..التساؤلات هنا كثيره ولكن لاتيأسي ولاتظني بأن الحياه معلقه عند رجلٌ واحد ،، فأنتي فتاه رائعه وقلبكِ جميل ،، نقي ،، وفي ،، صافي ،، لاتكترثي لأي أمر ،، وتذكري بأنه سيعود يوماً ما ،، أشعر بذلك فقط ،، اعتني بنفسك وتفائلي واصبري وتحملي ..أعلم بأن شعور صعب جداً ،، ولكن ليس هنالك مفر من ذلك ،، لأنكِ تحبينه بصدق فلاتنسين بأنه الحب الأولي وهذا الشخص الذي وقع عليكِ اختياره من بين رجال الكون ..

صديقتي : حسناً سأصبر وأتحمل وأوهم وأكابر نفسي ،، وسأرى مانهاية هذه القصه وإلى ماذا يريد أن يصل هو..وسأحاول بأن أوهم نفسي بأنه بالقرب ،، ولاتقلقي بما أنكِ بجانبي ،، سأكون بخير ،، أعدك ،،أعلم بأنني أرهقتكِ كثيراً ولكن حدثيني أنتِ كيف روحكِ..؟؟!! أشتاق لسماع أخبار طيبه صدقاً ،، فلنبعد عن الحزن قليلاً...

أنا : روحي ؟؟!! أية روح ياصديقتي ،، روحي ذهبت بعيداً عن المطاف ،، لاروح لدي ذهب بلا عوده ،،كالطائر  الذي رحل عن عائلته ولم يعد ،، أنا الآن اكتفيت الجرعات منه ،، واكتفيت من افعاله ،،أتعلمين صديقتي ..مشكلتي كانت كمشكلتك ولكني اكتفيت جرعته السحريه ،، اكتفيت منه ،، ومن تناقضه ،، ومن افعاله ،، مؤخراً شعرتُ بأنني لاأريده ولاأريد التحدث معه ،، فإبتعدت عنه دون ان يعلم ودون سابق انذار ،،، ولكن أتعلمي ،، لم يسأل عني ،، ولم يفعل أي شيء ،، ابتعدنا اثنيننا عن الآخر ،، اكتفيتُ منه ،، فعلاً اكتفيتُ منه ،، حمداً لله بأنني ربما حتى الآن تقريباً نسيته ،، لاأعلم ربما أناقض نفسي ،، ولكن مجرد بأني أحاول  نسيانه ،، ذلك سيجعلني أنسى أمره نهائياً..

صديقتي : ياللهول ..!! أشتكي إليكِ وأنتِ تريدين من تشتكين إليه!! ..سبحان الله ،، هونتي علي ياصديقه..عسى الله بأن يكون هذا الأمر خيراً لكِ ولي ،، وأن تكون أيامنا كلها سعاده وأمل ،، وأن يذهب عننا الألم والحزن والكئابه..

أنا : لابأس عزيزتي لابأس ،، هذه هي سُنة الحياه وسنتحملها بمشاقها وجمالِها ..فقط يجب أن نيقن بأن لامفر من الحياه ،، وبأن وراء كل ألم هنالك ابتسامه جميله تشع كضوءالشمس ..فلنتفائل قليلاً..ولنحيا من جديد..

  بقلمي رانيـا زاهد

 14/12/2010