2011/10/10

لاللغربةِ عنوان





مدخل

الغربة ليست محطة _ إنها قاطرة أركبها حتى الوصول الأخير , قصاص الغربة يكمن في كونها تنقص منك ما جئت تأخذ منها بلد كلما احتضنك , ازداد الصقيع في داخلك لأنها في كل ما تعطيك تعيدك إلى حرمانك الأول ولذا تذهب نحو الغربة لتكتشف شيئا......فتنكشف باغترابك

لـ أحلام مستغانمي




في كُل صباح في الساعة السابعة والنصف استيقظُ وأُجهز نفسي وأنتظر سائقتي للذهاب إلى العمل ،، وعندما تأتي وأركب معها تتحدث دائِماً عن عائلتها وشوقها لهُم ،، وكأنهُا تفضفضُ مايحدث معها في كُل وقت  ،، عُمرها يتقارب السادسة والأربعون ،، ملامح الكبرِ في وجهها كثيراً ،، مالفت انتباهي بها بأنه لأول مرة في حياتي أرى إنسانة تفهم ماذا تفعل بحياتها بصدق !! تبحث عن الإستقرار هُنا في المدينة وتسعى للحصول على مالها لأجل عائلتها ،، لديها ابنة واحدة صغيره في العمر كُلما أكون معها تحدثني عنها ،، دائِماً تطلُب منها الشوكلاة والآيس كريم ،، وتطلب عودتها إلى الوطن ،، وتجيبها بِكُل حرقةِ قلب ،، قريباً ياأمي ...

اليوم صباحاُ كانت هُنالِكَ طائرة تُقلع من المطار قريبةُ منا ،، فعندما رآتها قالت لي كُلما رأيتُ طائرة مقلعة شعرتُ بأنني سأعود لموطني ..!!
قصتهُا حزينة وتؤلمني كثيراً ،، دائماً أحاول البحث عن طريقة تسعدها ،، اليوم صباحاً عرفتها على أمي وكانت  تتحدث إليهِ كثيراً وعندما غادرنا قالت لي والدتكِ وأنا أتحدث معها شعرتُ بأنني أتحدث لأمي لكُبر سن والدتكِ،، فإبتسمتُ وقلتُ لها أمي إنسانة رائِعة جداً ،، تَعجبني بهِا عصبيتُها وتقلقني كثيراً نظراً لأنها تؤثر على صحتها ،، فقالت لي : شعرتُ لدقيقة بأنني سأبكي لحُبكِ وخوفكِ عليها ..فأجبتهُا بكل بساطة هذا أمي وتستحق الأكثر بكثير ،، فحبي لها وخوفي عليها قليل ..فإنها تستحق الأكثر بكثير..

سألتها لِمَ لاتذهبِ إجازة قليلاً لوطنك ؟؟
قالت لي لاأستطيع لأن عقدعملي هُنَا سنتين ،، أها لابأس ..
 فسألتهُا سؤال آخر ولِمَ لاتأتي بهِم هُنا؟؟
  صمتت قليلاً ،، ظننتُ بأنها لم تسمع ماقلتهُ لها ،، ثم قالت ليس بإمكانني ذلك ،، هُنا توقفتُ عن الحديث خوفاً أن أكون ضايقتها أو شيئاً ما من هذا القبيل ..
فـ يالا حُبِ كل شخص مغترب عن أهلهِ ووطنهِ  لموطنهِ ،، فكم هُي مؤلِمَه الغُربة ،، وكم الشوق يسبب لنا كمية كبيرة من التعب ،، ربي صبر كُل إنسان متغرب عن وطنهِ لأجل لُقمة العيش...



مخرج

  
    الغٌربةَ تُعذبُنا كثيراً وليس بإستطاعنا فعل شيء سوى الإنتظار ~ 
     لِي أنا  رانيا زاهد







بقلمي / رانيا زاهد
10/10/2011
الإثنين
2:30م

هناك 7 تعليقات:

  1. مؤلمة قصة هذه المرأة....لو كنت مكانها لانهرت...انا لا أسطيع البقاء بعيدة عن أهلي ليوم واحد فكيف لسنتين
    {الله يرجعها لأهلها سالمة}
    مرة اخرى سأقول أن قلمك يزداد تألقاكل يوم حقا انت مبدعة اتمنى لك التوفيق و لا تحرمينا ابدا من كتاباتك
    اختك هدى

    ردحذف
  2. للأسف بأنها مؤلمة جداً ،، ربي يهونها ويصبر كل إنسان متغرب عن موطنهِ ،، صدقيني مرورك هو الذي أسعد لأجلهِ ،، أتمنى بأن تكوني الآن أنتِ وأخاكِ بصحة جيدة
    تقبلي تحياتي سيدتي

    ردحذف
  3. ما شاء الله عنك يا رنوووش كتيييير حلو هـ الكلام انتي رائـــــعة ,,, من كل قلبي بتمنالك مستقبل باهر <3,,<3

    ردحذف
  4. الله يخليكِ أم زيد ،، مرورك أسعدني بحق ~
    كل الشكر لكِ :)

    ردحذف
  5. حبيبتي رانيا انا بحب الي بتكتبيه بتابع كتاباتك اول باول الله يوفئك يا رب

    ردحذف
  6. هذا شيء يسعدني بصدق ،، الله يسعدك

    ردحذف
  7. فعلا كلامك صحيح واشعر بما تقولي فانا غريب من اجل لقمه العيش وكم اتمني ان اعود لاوطاني

    ردحذف

((خير الكلامِ ماقلَ ودَل ))