وفي الليلِ بعد عتمةِ السهر في غفوة العيُونْ أسرق نفسي لتلك النافذة ذات التشابُكات التفكيرية المتراكُمة في منزِلُنا الهادئ ليلاً يملأهُ الضجيج نهاراً من قبل تخابُط الأشجار وصوت العاصفة الشديدة المخيفة، أسرق نفسي وفي عتمة الليل ضجة صاخبة تُصاحبُها أصوات مُتلعلِعة مُخيفة في كُل فجراً هوائيّ مُتقلب الهواء ،وكثرة التراكُمات الغُبارِيّة في هذه المنطقة وأخرى وأخرى تُشعِل التفكير الخوفي بِنا،، ولازال تفكيرُنا مُتراكِمَ لخبر أفضل ، لرياح أهدء ، لراحة أكبر ، لخوفاً أقل !
من بعيداً خلف النافذه أرى فتاة عيونها سهرتَ تعباً وارهاقاً شديداً وهي تنتظر رسالة من البعيد ، من تلك البلدة ، من ذلك الرجل ، الذي لطالما كانت وعُودهُ لتلك الفتاة الجميلة الرقيقة كثيرة ، تنتظر أمام النافذة وهي مفتوحة مستنشِقة التراكُمات الغبارية دون خوفها على متاعب جسدِها التي ستحدث لها بعد هذا الاستنشاق المُتعب المرهق، فأقل صواباً أفعلهُ بجوارِها هو تصبيرها فكرياً بِصمتٍ بِصمتَ ..
((اللهم إني اسألك خيرها، وخير ما فيها ، وخير ما أرسلت به وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به )) مسلم والبخاري
اللهـم ارحمنـا برحمتـك ,, ولا تعذبنـا بخطايـانا
==========
آهٍ وألف آه على يَوماً قد سُرِقَ منا تفكيرنا ، على يوماً ضاع منهُ حاضرنا ، على يوماً غاب بِهِ محمود درويش مُنذٌ أعواماً وتمضى على يوماً قد اشتقنا لحروفهِ العذبة، آهٍ من حروفاً اشتاق صاحبُها لكتابة نبعاً واحداً منها ، وياويلتاه على أحرف قد ضاعت من جمالِهَا سهواً كتابياً وآهٍ على ماقد ذهب يوماً وضاع من أغصان شجرة عشقهُم ربيعاً لعاشقين غرسوا عشقِهم جانِبُها، وحبذا على من رحل دون عودة ، حبذا على أحرفي التي سُرِقت مني في أيامي الغائبة عن استيعاب الإرهاق الشديد للكتابة ،، وحُباً وألفِ حُباً على من أعاد نبض أحرف الهوى بي يزهو من جديداً وجديد ~
تكتبها لكم رانيا زاهد
18/3/2012
10:00 م
الأحد